عَالَمُ السِّحرِ
شعر: فؤاد زاديكى
يَا نَشْوةَ السّحْرِ جُودِي بالذي عَذُبَا … إنّ المَحَاسِنَ زَادتْ لَهْفَتِي طَرَبَا
ما مِنْ دَلالٍ لَهُ غَنْجٌ يُمَاثِلُهُ … إنْ لمْ يَكُنْ سَلَفًا لِلْقَدِّ مُنْتَسِبَا
هَذا تَفَاعُلُ إحساسِي بِعَالَمِهِ … خَاضَ المَعاركَ وَالأخطارَ قَدْ رَكِبَا
في عَالَمِ السِّحرِ لا أشْيَاءَ تُوقِفُنا … حَيثُ انتماءٌ لِمَا في رُوحِهِ كُتِبَا
يَسْتَدْرِكُ القلبُ ما بِالعقلِ مُنْفَعِلٌ … وَمَنْطِقُ العقلِ في أحوالِهِ غُلِبَا
مَنْحَى صِدَامٍ تكونُ النّفسُ سَاحتَهُ … لا يَسْلَمُ الحَالُ قَدْ يَرْتَدُّ مُنْقَلِبَا
يَسْتَأثِرُ السِّحرُ بالإحساسِ, يَأسِرُهُ … وَشِدّةُ العِشْقِ مَوجٌ جَاءَ مُضْطَرِبَا
مِنْهُ العيونُ ضِيَاءٌ مُشْرِقٌ وَبِهِ … وَهْجُ انتظارٍ لِمَا يَأتِيْهِ مُرْتَقَبَا
أمّا الشّفاهُ فَلِينٌ إذْ يُغَازِلُنِي … عَذْبٌ حَديثُهَا لا نَدْرِي لَهُ سَبَبَا
سِرٌّ تَقَدّسَ في مِحْرَابِ عِفّتِها … صَانَ المَبَادِئَ وَالأخْلاقَ وَالأدَبَا.