دِماء في الفيلا (5)// بقلم الكاتب : عِصام حَمي

دِماء في الفيلا (5)

تأليف وإعداد :

عِصام حَمي

ركَضَ نادر ٌ..

وبعضُ المُحققينَ إلى جهةِ الصَّوتِ …

كانتْ الدرّاجةُ قَدْ صارَت بَعيدةً …

فَدعا نادِر إلى اجتماعِ كُلُ مَن يعملُ في الفيلا ..

إلى الصَّالة …

اجتمعَ الطَّباخُ وَسَيِّدتانِ ..

تُساعِدان في تَنظيفِ الغُرَفِ.. .

ورَجُلٌ يأتي بالطَّلباتِ منَ السُوقِ ..

والسيِّدَةُ أمل ..

وَدعاهم إلى الجُّلوسِ ..

وَنَظَرَ نادر إلى ..

وُجوهِهِم ..

واحِداً ..

واحِدةً ..

كانَت أماراتُ الحُزنِ باديةً عليهم ..ِ

الطَّبّاخ …

الشَّيف مَحمود في الاربعينَ مِن عُمره ..

لَه كرشٌ كأغلبِ الطَّباخين ..

معَ وجهٍ طُفوليٍّ ..

وجبينٍ واسِع ..

وخَدَّينِ كبيرينٍ إعتادا على الضَّحِكِ وإلقاءِ النِّكات ..

وصوتٍ جَهوريٍّ ..

ضَخمُ الجُثَّةِ ..

يَستطيعُ أن يأكُلَ خَروفاً لوحدِهِ {قالها المُحَقِقُ في نَفسِه } ..

وَيُمكِن أن يَخنُق رَجُلاً مُسِنّاً مِثلَ

المَرحوم جَواد تامر جواد

بِسُهولةٍ ..

وكَذلك يَعرِفُ كيفَ يتعامَلُ بالسِّكِّين جَيداً ..

خافَ الشَّيف ..

مِن نَظَراتِ المُحقِقِ قائلاً :

سَيِّدي نظراتُك تُخيفُني ..

لا تَنظُر إلى ضَخامَتي ..

فأنا أخافُ سَريعاً ….

أذبَحُ خروفاً نَعم لكن أن أقتُلَ إنساناً ..أبداً ..

سأفقُدُ وعيِّ لمُجرَّدِ التَّفكيرِ في شَيءٍ كَهذا[وكأنَّهُ قرأ أفكار المُحقِّق ] …

فَضَحِكَ الجَميعُ لكلامِهِ …

وهوَ أيضاً شارَكَهُم ..

فاهْتَزَّ كَرِشُهُ لمرّاتٍ ..

مِّما جعلَ الآخَرينَ يَضْحكونَ المَزيد

أمّا فُؤادٌ …

فَهوَ شابٌ…

في الثَّلاثينَ مِن عُمُرِه ..

يُؤمّنُ طلباتِ الفيلا ..

يبدو ذَكيّاً….وقويّاً ..

وتبدو عَضلاتُهُ ..بارِزةً ..

ولهُ نَظْرةٌ جانِبِيَّةٌ

لهُ غُرةُ طويلةٌ يرفَعُها كُلَّ فَترة ..

أمّا .. السَّيَّدتان فهما

مُتقاربتينِ في العُمُر…

هُما ..

ثُرَيّا وسُعاد ..

أختَان ….

تَعملانِ على تنظيف ِالفيلا ..ِ

تبدوانِ من لِباسهما أنَّهما منَ الرِّيف ..

مَهما حاوَلَتا تَقْليدَ كلامِ أهلِ المدينةِ إلّا أنَّهُما تَفشلانِ ..

فَتَظْهَر على كلامِهِما تعابيرَ ومُفرداتٍ قَرويَّة …

استمعَ نادرٌ إلى أقوالهم

نادر سائِلاً الطَّباخ :

أين كُنتَ البارحة ليلاً ؟؟

الشَّيف محمود :

سَيّدي ..في بيتي ..

مَع أولادي ..وَلا أعمَلُ

ليلاً…

فَقَط أعِدُّ طَعامَ الغَداءِ …

نَظَر نادِر الى أمل ..

أومأْت لهُ بصِحةِ كلامهِ ..

بإشارة منها ..معَ غَمزَةٍ خَبيثَةٍ ..

نادر : وأنتَ يا فُؤاد ..

أينَ كنتَ ؟؟

فؤاد : في غُرفتي ..

لمْ أسمعْ ولمْ أرَ َشيئاً !!!

نادِر : لَكِنِّي ..

لمْ أسألكَ هلْ سمعتَ أو رأيتَ شَيئاً !!!! على كُلِّ حال سَتريني غُرفتك بعدَ قليل

وأنتما أيتها الأختان ؟؟ ثُريّا وسُعاد ؟؟

ثريا ( وهي الأكبر ) :

سيِّدي ..

نَحنُ ننامُ باكراً فقَد اعتَدنا ذلك نَحنُ مِن الرِّيف ..

بالإضافةِ إلى أنَّ نظافةَ فيلا كبيرةٍ … كهذه …تُتعِبُنا

نادر : والآن لن أتْرُكُكُم حَتَّى تقولوا لي مَن صاحِبُ الدرّاجة الذي هَرَب قبلَ قليل !!! أو البديل هو الحَبس!!!!

يتبع

أضف تعليق

Hey!

I’m Bedrock. Discover the ultimate Minetest resource – your go-to guide for expert tutorials, stunning mods, and exclusive stories. Elevate your game with insider knowledge and tips from seasoned Minetest enthusiasts.

Join the club

Stay updated with our latest tips and other news by joining our newsletter.

التصنيفات

الوسوم

روابط

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ