أشعر أنني قد غادرت الحياة
منذ ثلاثون عاما أو يزيد
مع قوافل الموتي أسير
نحن اشباح الظلام
نرتدي ثياب بيض
لا يرانا العابرين
نسير فى دوائر لا تنتهي
نقطة البداية هى النهاية
ليس لدينا قرار أو اختيار
و لا سبيل إلى الفرار
أنا مثلك أعيش
بلا شراب أو طعام
فقدت الاحساس
بالمكان والزمان
لا فرق عندنا بين
الصيف والشتاء
فالغيوم لا تغيب
نعيش فى ظلام
بلا نهار ولا نجم مضئ
ديارنا سرقها اللصوص
و باعوها لقطاع الطريق
الطريق يبحث عن مسافر
أنا مازلت أفتش فى الوجوه
لعلى أري وجهى القديم
بنات الجن لا تنام
أجسادهن نار بلا رماد
اعطوني قبلة من لهيب
يركضون مع الرياح
و يتسلقون النخيل
نعود للرقاد فى قبورنا
إذا الديك إذن و صاح
مستقبلا نور الصباح
قلوبنا وجعها الجراح
لا نملك سوى الصراخ
نحن فى عداد الأموات
ليس لنا حقوق
دمنا رخيص مستباح
فنحن ودعنا الحياة
منذ ثلاثون عاما أو يزيد
خواطر الغائب الحاضر
الكاتب الروائي محمد سالم



أضف تعليق