دِماءٌ في الفيلا (8)// بقلم الكاتب : عصام حمي

دِماءٌ في الفيلا (8)

تأليف وإعداد :
عِصام حَمي

قال فؤاد :
في ليلةٍ سَمِعنا صوتَ السيّد جواد…
وَهُوَ يَصرُخُ ..
وُيوبِّخُ السَيِّدةَ أمَل وَهُوَ يقول : احْتَرتُ مَعَكِ ..
لا يُعجِبُكِ شيء ..
ولا ترضَين َ..
مِن شَيء …
أيّ شيءٍ يصنعونه جديداً أأتي لك بهِ ..
ولا أرى مِنكِ رضا …
ولا حتى كَلِمة شُكر واحدة تخرُج مِن فَمك ..
لَيتَني لمْ أتزَوَّجُك ..
بَعَدَ أن تَوفّت زَوجَتي ..
المَرحومة ..
كانَت إمرأةً عَظيمةً ..
كانَت تَرضى بِالقَليل وقد عاشرتني عِندما كُنتُ فقيراً فَلَمْ تَطلُب شيئاً.. وكانَت راضيةً دوماً ..
وَسَمِعنا صَوتَ السّيَّدة أمَل وَهِيَ تَقول :
كُنتَ مَجنوناً بِجَمالي ..
طارَ عَقلُك يومَ رأيتَني …
وَفعَلتَ المُستَحيلَ كَي أرضَ الزَّواجَ مِنكَ..
هَل نسيتَ ذلك ..هه ..
هل نَسيتْ !!! …
أمّا ..
زوجَتكَ المَيِّتة ..
فَهِيَ لا تُساوي واحداً مِن عَشرة مِن جَمالي الخيالي ..
وَهُنا استَشاطَ السّيدُ غَضباً مِن إهانتِها لزوجَتِهِ المرحومة ….
فَلَمْ يَمْلُك نَفسَهُ …
فَصَفَعَها ..
سَكَتت السيِّدة أمل ..
لكِنَّها
لَمْ تَنَم تلكَ الليلةَ ..
وَهِي تَبكي ..
وَعَبثاً كانَ يُحاوِلُ السّيِّد ..
أنْ يَستَرضيها ..
أن يطلُب السَّماحَ مِنها …
لكن لَمْ تُسامِحهُ أبَداً
المُحَقِق : وماذا أيضاً ؟؟؟
فؤاد : مِن يومِها تغيّرتْْ السَيِّدة أملْ ..
وباَتتْ واجِمةً شارِدَةً أغلبَ أوقاتِها ..
وكأنّها..
تُخَطِطُ لشيءٍ ما ..
تُريدُ أنْ تَنتقم ..
أن تَفَعَل شيئاً ..فظيعاً …
هذا الهُدوء الذي يسبِقُ العاصفةِ كما يُقال ..
حتى إنها عندما كانت تأكُل تتوقف أحيانا ..
شارِدةً حتَّى يُكَلِمَها أحَدٌ ما حتى الجمود كان في عينيها ..
كانَت نادراً ما تَرْمُش عَيناها ..
أخافَنا هذا الوضع ُجميعاً ..

المحقق : إلى هذا الحد !!!
وهَل تَظُنُّ أنَّها هِي مَنْ …
فؤاد :
لا أعلَمُ يا سَيِّدي أنا لا أتَّهِمُ أحداً
المحقق :
أخبِرني عنْ مَرَضِ المَرحوم ….
فؤاد :
كانَ المَرحومُ مُصاباً بَمَرَض الرَّبو ..
من النَّوعِ الشَّديد
وتُصيبِهُ نَوباتٌ كثيرة .

بعدَ أسئلةٍ عَديدةٍ ..طَرَحَها المُحققُ على فؤاد …
َمرَّ الوقتُ سَريعاً …
سـُمِعَ طَرقٌ على الباب …
فَفَتَحَ فؤاد البابَ ..
فإذا ثُرَيّا تَدعُوهـما لتناوِل الغَداء

كانَت أمَل قَد خَلَعتِ السَّوادَ ..
وأبدَلتْه ..
بثيابٍ زاهيةٍ معَ شَيٍء منَ الماكياج …
الألوان تُحيطُ بها من كُلِّ جانِب .. وعِطرٌ َفّواحٌ ..
يُغَطِّي حَتّى على رائِحةِ الطَّعام ..
رَمقَها الجَميعُ ..
بنَظَراتٍ مُعاتبةٍ ..
فلا زالتِ الجَريمَةُ لَمْ يَمضِ عليها وقتٌ طَويل …
أهلاً بِستْ أملْ !!!قالها المُحقِق …
جَلستْ أمَل أمامَ المُحقق ..
وَتُهديهِ الابتسامةَ ..
تِلوَ الأخرى ..
وأحياناً أخرى ..
يُخَيَّلُ إلى المُحقِقِ ..
أنَّها تغمُزه ُ
أنْهوا الطَّعامَ ..
وجَلسوا لِشُربِ الشَّاي …
اقتربَ الشِّيف مَحمود مِنَ المُحقِق وَهُو يقول :
كيفَ كانَ الطَّعامُ سَيِّدي ؟؟
المُحقِق : سَلِمَت يداك …
كانَ لذيذاً
بالمُناسبة ..
أرني مَكانَ عَمَلك
الشِّيف :
مَكانَ عملي !!..لماذا ؟؟

يتبع

أضف تعليق

Hey!

I’m Bedrock. Discover the ultimate Minetest resource – your go-to guide for expert tutorials, stunning mods, and exclusive stories. Elevate your game with insider knowledge and tips from seasoned Minetest enthusiasts.

Join the club

Stay updated with our latest tips and other news by joining our newsletter.

التصنيفات

الوسوم

روابط

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ