هذا مقال…..
هل نحن المغضوب عليهم؟
سؤال طرح نفسه بقوة عليّ أمس بعد خسارة منتخبنا الوطني لكرة القدم في مبارة كانت حاسمة وفاصلة للصعود إلى مسابقة كأس العالم لكرة القدم، مما جعلني أتساءل، هل نحن حقا من المغضوب عليهم عند ربنا ؟!
لو لم نكن كذلك، فلماذا لم يستجب الله عز وجل لكل الأدعية التي هالت على السماء من كل أبناء مصر لمساندة ودعم منتخبنا الوطني، أعني قرابة الثمانين مليونا من المصريين توجهوا بالدعاء أمس ولم يستجب لهم من مجيب الدعوات عز وجل،
وأنا أول الداعين.
شغلني كثيرا هذا السؤال وأبكاني طيلة الليل!!
وبنظرة عامة لواقع شعبنا وما ألم به من حزن أو أحاط به من فرح في بعض الأحيان، وجدت أن الله غير راض عنا، وأننا بالفعل شعب مغضوب عليهم.
لماذا نحن شعب مغضوب عليهم؟
هنا يجب أن تكون إجابتنا نابعة من قلوبنا خالية من الرياء والنفاق، فهل ننافق الله ونرائي عليه؟
كلا والله …
فلو أننا نظرنا لأحوالنا في معيشتنا، في تعاملنا بعضا مع البعض، لوجدنا أننا نحن من أوقعنا أنفسنا في الشَرك . كيف؟!!
بأن قمنا بالالتفاف حول بعضنا بغية المنفعة الذاتية فقط، الاخ أصبح لا يعرف أخاه في أوقات إنفراجته، وعندما يضيق عليه الحال، يتحايل على واقعه بأن يتقرب إلى أخيه من أجل جلب مصلحته حتى تقضى وسريعا يعود إلى غربته عنه.
ولو أننا تصافينا بنفوسنا وتعاملنا مع بعضنا جيرانا لجيران، بواقع أن الجار أقرب لي من أخي وقت احتدام الشدائد، لكنا غضضنا البصر عن حرماته، وعن أحواله المادية والاجتماعية، وما كنا نظرنا له نظرة الحاسد أو الحاقد أو الناقم عليه، فقديما وليس بالبعيد، بل هي عدة أعوام لا تتجاوز قرنا زمنيا كنا فيها أسرة واحدة نأكل مما نطهي جميعا بعرف الأطباق المتبادلة، حتى لا يشعر الجار بفقره المادي عن جاره الميسور.
ولو أننا أصحاب المتاجر، راعينا الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة وحافظنا على أمانة البيع لما غالينا في بيع بضاعتنا، واصبحنا كسيافين نبتر رؤوس الفقراء، ونبطش في سكينتهم بجشع ونهم وكأننا في سباق قتال مع الحياة، فأما أن نكنز المال وإما نموت جوعا !!
الذاتية والأنانية هي من جعلت التاجر جشعا، وجعلت الأخ يبحث عن مصلحته، وجعلت المجتمع في فرقة وتباعد، وجعلت المرتشي والرشوة تتفشى بين أفراد الوطن.
هذان النموذجان لأفراد من واقع واحد وبيئة واحدة ومجتمع واحد، يتسارعان من أجل تحقيق رخاء ذاتي، لا رخاء مجتمع ولا رخاء وطن.
و هذا ناهيك عن تكاسل السلطات التنفيذية والتي هي الرقيب على توحيد وتماسك المجتمع، والتي أصبحت لا تنظر إلى شيء سوى مقاعدها وحساباتها البنكية، سواء عن طريق رواتبها إن كانت تكتفي بها، وهذا بالطبع أمر مشكوك فيه.
أو اتخاذهم لمناصبهم بحكم أنها وظائف روتينية فقط، لا يراعون فيها قول الله تعالى (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)، وكذا قوله تعالى (وقل إعملوا فسيرى الله عملكم).
فتركوا كل من يرتشي يرتشي، وكل متقاعس متقاعسا، وكل مهمل مهملا، فانتشر الفساد بين العباد، وساءت أحوالنا جميعا.
هم حقا من ذكرهم الله في قوله تعالى
…….نسوا الله فأنساهم أنفسهم…
وكذلك نحن من تنبطق عليهم تلك الآية الكريمة.
لأننا نسينا الله في تعاملنا وأخوتنا فلا أحد يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولا نحن مترابطين كأسنان المشط، ولا أصبحنا كسائر الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.
عودا أبناء وطني شعب مصر، بل أبناء شعوب الأرض إلى ترابطكم وتلاحمكم ليسعد بكم الله ويتباهى بكم بين ملائكته.
…………
عصام عبد المحسن



أضف تعليق