دِماءٌ في الفيلّا (12)
تأليف وإعداد :
عِصام حَمي
المُحَقِق : ألو …حَضرَة القاضي
القاضي : خَيرٌ يا أستاذ نادر ..
ما الأمر ؟؟؟
المُحَقِق :
للأسَف أحْمِلُ أخباراً سَيِئةً وآسِف على الإزعاج …
القاضي :
خَيرٌ أقلَقتَني يا نادِر ما الأمر ؟؟
المُحَقِق : سَقَطَت ضَحيِّةٌ ثالثة
القاضي : ماذا ؟؟ كيفَ ..
وأينَ كُنتَ أنت ؟؟؟
هَل كُنتَ نائِماً أم ساهيّاً ..
المُحَقِق : حَضرة القاضي ..
أنا لَمْ أكُن نائِماً ..
ولاتَغيبُ القضيةُ عن بالي أبداً ..
بل إنِّي لا أفَكِّر في شيءٍ آخَر …
لَكِنَّكَ رُبَّما لا تَدري…
أنَّ حَديقةَ الفيلا كَبيرةٌ ..
وفي الظَّلام ..حَدَثَ ..
ما حَدَث ..
وَيبدو أنَّ القاتِلَ ..
يُتقِن فُنوناً قِتاليةً ..
وَخِفَّةً كبيرةً
لَكِّني لَمَحتُ القاتل!!!
القاضي : لَمَحتـَهُ ..
وَتَركتَهُ َيهرب؟؟
المحَقِق : سَيِّدي ..
أنا كنتُ في الطّابِق الأعلى ..
وَهـُوَ في الإسفَل ..
بَينَ الأشجارِ ..
وَسَطَ الظَّلام ..
وَلَمْ يَكُن مُسَدَّسي مَعي
القاضي : كَيفَ دَخَلَ إلى..؟؟
هُناك ..وَكَيفَ أدخَلَهُ البَوّاب ؟؟؟
أو هَل هُناكَ ..
تَواطُؤ ..داخلي !!!
المُحَقِق : سَيِّدي ..البَوّاب ..
هُوَ الضَّحية !! العَم إبراهيم …المِسكين
القاضي :
إذاً أنتَ تَحتاجُ إلى مُساعَدة ..
مِن نوعٍ خاصّ
المُحَقق : نَعم سَيَّدي..
أريدُ إثنين أو ثلاثةَ ..
مِن الحُرّاس المُدَرَّبينَ جيِّداً ..
يَحرُسونَ بابَ الفيلا ..
وإن أمكَن أنْ نرّكِّبَ كاميرتينِ للتَّصويرِ …وأريدُ ..
أن تَظَهَر نتائِجَ البَصَماتِ سريعاً ..
إن أمكَن…ذلك
القضية كما قلتَ أنتَ ووافقتُك ليسَت بِسهلة أبداً ..
القاضي : حَسناً لكَ ذلِك ..
وابذُل جُهدَك .. جيِّداً ..
ولا أريدُ ..أن تَحصَلَ جريمةٌ أخرى ..
واحْرِص أن لا تَصِل أخبارُك ..
إلى الصَّحافة ..
كي لا يُعاتِبنا وزيرَ العَدل ..
و…أنتَ تَعلَم البقيَّة…
المُحَقِق : مَفْهوم ..سيِّدي ..
أعِدُك ..
أن لا أنام إن أمكَن ذلِك …
تُصبِح على خَير …
وأقفِل المُحَقِق الأستاذ نادِر ..
هاتِفه ..
كانَت جُثة العَم إبراهيم ..
قَد أُخِذَت إلى المَشفى ..
بعدَ أن أخَذ الخَبير ..
ما يَلزَم ..
مِن الآثارِ والبصماتِ …
الآنيَّة…
والبقيَّةُ هُناك في المَشفى
بقيَت الأختانِ..
تَبكيانِ ..وَالشِّيف ..
سانِداً ..رأسَهُ
إلى حائطٍ ..
تَحتَ تأثير الصَّدمة ..
مذْهولاً …مُحْبطاً …
أمّا فؤاد ..
فَقَد كانَ رابِطَ الجأشِ ..
قوياً …
مُصمِّماً على …
الإنتقام ِ لهذا المِسكين ولغَيره ..
وذَهَبَ إلى غُرفَتِه ..
يتَمَرَّنُ قليلاً لينفثَ غضَبهُ في قِطَعِ الحديد الذي يتمرَّنُ بها …
أما أمل ..
فقد صَعَدت إلى غرفتها بدلالٍ ..
وتَمايُلٍ أحيانا أخرى ..
َصَعَد المُحَقق إلى غُرفته ..
وحاوَلَ أن يُفكِّر بِصَوتٍ عالٍ ..
وَهُوَ يسجِّل أفكارَهُ على المُسجِّل الصَّغير ..ثُمَّ حانَت مِنه إلتفاتَةٌ إلى أشجارِ الحَديقةِ ..وَسَطَ الظلام
لمحَ خَيالاً ..يتحَرَّك !!
يتبع
أكاديمية النجاح للتدريب والتنمية 
أضف تعليق