دِماءٌ في الفيلّا (14)
تأليف وإعداد :
عِصام حَمي
كانَ الصَّوتُ ..
يُشبِهُ الأنينَ ..
المنبَعِثُ من شخصٍ يُنازِعُ الموتَ ..
أو يَلفِظُ أنفاسَهُ الأخيرةَ ..
على ضِعفِهِ ..
لكنْ بسببِ َهدأةِ اللَّيلِ ..
كانَ مَسْمُوعاً ..
يا إلهي ..
قالَها المُحَقِّقُ ..مَنْ يُقتَلُ الآن ..
الدَّورُ المُخيفُ على مَنْ ؟
مَنْ يَموتُ خَنقاً أيضاً ..؟؟
نَزَلَ المُحَقِقُ مِن غُرفَتِهِ بِهُدوء ..
وَهُوَ يَنظُرُ حَولَهُ ُ..
مَخافَة أن يَكونَ القاتل …مُتوارياً ..
ينتَظِرُهُ أو يَتَرَصُّدهُ ..
كانَ الصَّوتُ ..نِسائيّاً ..
لَقَد ..كانَ مُنبَعِثاً ..
مِن غُرفَةِ الأُختَين .
صوتٌ كأنَّهُ ..
يَتَعَذَّب..
أو يُجْلَدْ ..
خَطَرَ على بالهِ..
هلْ ..الشَّبحْ ..
يَقومْ بِخَنقِ ضَحيَّتهِ؟؟؟
أهِيَ ..اللَّحظاتُ الأخيرةُ ..
عندما تَلفِظُ الضَّحيةُ ..
ألفاظَها الأخيرة؟؟؟
وَكيفَ سأنقِذها !!…
كيف ؟؟
اقتربَ مِن شُبّاكِهِما ..
وَهُوَ متيقّنٌ أنَّ الجَميعَ نائمٌ ..
بمن فيهم أمَل !!!
فَبَعْدَ قَليلٍ ..
ستبزُغُ خُيوطَ الفَجرِ الأولى ..
هَتفَ بِصوتٍ خافت :
ما الأمر يا ثُريّا وسُعاد ..؟؟؟
ردَّت عليه إحداهُما :
سَيِّدي ..هَذهِ أختي ..
رُبَّما رأت كابوساً في مَنامِها …
المحقق : مَنام ؟؟؟ كابوس؟؟
تَنفَّسَ المُحَقِقُ الصُّعداءَ
الحَمدُ للَّه لَمْ يَمُتْ أحَدْ
حَسناً…أنتُما بَخَير؟؟
ثُريا : نَعم سَيِّدي ..
قوّاكَ الله. ..ألهذِهِ الدَّرجةِ ..
نوُمُكْ خَفيف؟؟ِ
المُحَقِق : نَوم !!! ..
وَهَل نِمتُ أصلاً ..!!!
مَنْ يُلاحِق هذا القاتِل الفَظيع ..
يَستَطيع النَّوم !! ..
فَتَحَت لهُ ثُريّا الشُباكَ ..َوقالت :
هَل أحِضرُ لكَ فنجاناً مِن القهوةِ أو كوبَ شاي ؟؟
أنا أيضاً هَجَرني النَّوم
المُحَقِق : لا أريدُ أن أُزعِجُك ؟؟
ثُريّا : لا عَليكَ سيّدي
المُحَقِق { وَهُو يراها فُرصةً سانِحِةً ليَسألها بإسهابٍ عَن أمل } :
أكُنْ لكِ مِنَ الشَّاكرين
وبعدَ دقائقَ دَخَلا المطبخ ..
وهُما يرتشفاِن القهوةَ ..
دار بينهما الحوار التالي :
المُحَقق : سَلِمَت يداك يا ثُريّا ..
قَهوتُكِ لذيذة ..
وجاءت في وَقتِها..
ثُريّا : على الرَّحبِ والسَّعةِ
المُحَقِق : هَل أنتِ سَعيدةٌ في العَمل هُنا في الفيلا ؟؟
ثُريا : كُنتُ وكُنّا سُعداءَ ..
حَتَّى جاءَت …
مَن لا أريدُ ذِكر إسمِها..
المحقق : تَعنين ..أمل ؟؟.
ثُريا { وهي تتنهد } :
وَمَن غيرها !!!!
..كانَ المَرحومُ مُتزوجاً ..
من زوجَتِه المَرحومة ..
وكانَت تُعامِلُنا بكلِّ طِيب ..
حَتَّى تعرََّف على هذه ..ال …؟؟
المُحَقِق : ثُريا ..
كيفَ تُحافِظ أمل على رشاقَتها …؟؟
ثُريا : السِّتْ أمل !!!
تَذهَب للتَّمرين كُلَّ يوم إلى إحدى النَّوادي
اللَّه يُجازي ..
مَن أخَذَها إلى النادي ؟؟؟.
المُحَقِق : تَعنين …فؤاد ؟؟؟
ثُريا : كيفَ عَرَفتَ سيدي؟؟؟ !!!
َالمـحقِق :
تسَلسُلِ الأحداث ..
وَتَراكُمِها ..
ورَبطها ببعضِها البعضِ ..
وهذا القاتِلُ الرَّشيقْ ..
جَعَلني أعتَقِدُ ذلك ..
ثُمَّ ماذا يا ثُريَّا؟؟؟
يتبع



أضف تعليق