…………………… صَرْخَةُ مُقَاوِمٍ …………………………
… الشاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …
يَا بِنْتُ شَعْبِيَ يَا الذَّبِيْحَةُ
فَوْقَ نَزْفِ الجُرْحِ نَامِي
يَا طِفْلَتِي المَظْلومَةُ الْمَذبُوحَةُ
المَدْفُونَةُ تَحْتَ الرُّكَامِ
تَوَسَّدِي خَدَّ التُّرابِ
تَلَحَّفِي ظِلَّ الغَمَامِ
يَا شَعْبِيَ المَظْلومُ وَالمَطْعونُ
وَالمَسْحُوقُ حَتَّىَ لِلْعِظامِ
النَّارُ وَالبَارودُ وَالإِرْهَابُ
وَالحِقْدُ الدَّفِيْنُ عَلَىَ فِطَامِي
وَالقَتْلُ وَالتَّهْجِيْرُ وَالتَّنْكِيْلُ
وَالتَّهْدِيْدُ بِالمَوْتِ الزُّؤامِ
لَنْ يَقْتُلَ الآمَالَ في صَدْرِي
وَأَهْلِي بِالنُّهُوضِ وَبِالقِيَامِ
بَلْ يَبْعَثُ الأَنْفاسَ ثَانِيَةً
وَثَائِرَةَ بِمَنْ تَحْتَ الرُّكامِ
وَيُحِيْلُ أَشْلَاءَ الشَّبَابِ
وَالصَّبَايَا وَالنِّسَاءِ إِلىَ ضِرَامِ
لَوْ مَزَّقُونِي قَطَّعُونَي فَرَّقُونِي
في الهِضَابِ عَلَىَ الأَكَامِ
سَأَعًودُ مِنْ تَحْتِ التُّرَابِ
مُنْتَقِمَاً فَمَا أَقْسَىَ اِنْتِقَامِي
سَأُرِيْهُمُ النَّارَ الَّتي تَشْوِي
وُجُوهَ المَارِقِيْنِ عَلَىَ مُقَامِي
وَأُحِيْلُ الأَرْضَ في وَطَنِي
بَرَاكِيْنَاً لِتَحْرِقَهُمْ وَتَرْمِيْهِمْ سِهَامِي
لَوُ مَرَّتِ الآلافُ من عُمْرِ
الزَّمَانِ مَا كَانَ هِيَامِي
إِلَّا اِنْتِقَامَ شَهِيْدُ الأَرْضِ
مِمَّنْ شَرَّدَنِي قَالَتْ عِظَامِي
مِثْلَمَا جَارُوا عَلَيَّ أَجُورُ
مُنْتَقِمَاً لِكَي أَشْفي غَرَامِي
جُرْحِي الفِلِسْطِينِيُّ الدَّامِي لَا
يَهْدَأُ وَلَنْ يَقْبَلَ سُوَامِي
لَنْ أُسَاوِمَ سَأُقَاوِمُ كُلَّ مَنْ
دَاسَ ثَرَىَ وَطَنِي حَرَامِي
سَأَعُودُ لِلْوَطَنِ الحَبِيْبِ لَا
أُبالِي مَنْ وَرَائِي أَوْ أَمَامِي
أَنَا الفِلِسْطِيْنِيُّ الأَرْضُ وَالتَّارِيْخُ
وَالدَّهْرُ وُجُودِي وَالأَقْصَىَ سَلَامِي
لَا المَوْتُ يُنْهِيْنِي وَلَا ذَبْحِي
وَلَا قَتْلَي وَلَا سَحْقُ عِظَامِي
…………………………..
كُتِبَتْ في / ١٥ / ٥ / ١٩٩٥ /
… الشاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …



أضف تعليق