الانسان في نهج البلاغة//بقلم المبدع الاديب د. غسان صالح عبد الله

الإنسان في نهج البلاغة:
الجزء الخامس:
سأل همام أمير المؤمنين ع أن يصف له المتقين ومما قاله الإمام ع: فمن علامة احدهم
انك ترى له قوة في دين؛ وحزما في لين؛ وإيمانا في يقين؛ وحرصا في علم؛ وكيسا في رفق؛ ورفقا في كسب؛ وشفقة في نفقة؛ وفهما في فقه؛ وقصدا في غنى؛ وخشوعا في عبادة؛ وتجملا في فاقة؛ وصبرا في شدة؛ ورحمة للمجهود؛ وإعطاء في حق ؛ وطلبا في حلال؛ ونشاطا في هدى؛ وتحرجا عن طمع؛ واعتصاما عند شهوة؛ وبرا في استقامة؛ لا يغره ثناء من جهله؛ ولا يدع إحصاء عمله مستنبطا لنفسه في عمله..
ويقول الإمام ع: الإيمان معرفة بالقلب ؛ وإقرارا باللسان ؛ وعملا بالأركان؛ ويقوم على دعائم أربع: ومنها اليقين الذي يقوم على أربع شعب..
قال ع: ألا فإن الإيمان بني على اربع دعائم{ الصبر ؛ اليقين؛ العدل؛ الجهاد} ..
واليقين على أربع شعب{ على تبصرة الفطنة؛ وتأويل الحكمة؛ وموعظة العبرة؛ وسنة الأولين} فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة؛ ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة ؛ ومن عرف العبرة عرف السنّة ؛ ومن عرف السنّة كان من الأولين..
فالإيمان درجات ؛ كما اليقين درجات حتى في المؤمن المتجه في عمله إلى الله ترى علوّه وهبوطه مترافقا مع اقترابه من غايته في معرفته وصدقية إيمانه ويقينه..
نقرأ ونترجم من لغة القلب إلى لغة التطبيق في عمله؛ فإيمان العارف هو محور اليقين وليس جزءا منه بل أسّ حركته اليقينية فقال الإمام ع: إن المؤمن يرى يقينه في عمله وبهذا يكون إيمانا في يقين ؛ فكان الإيمان نورا يستضيء به قلب الإنسان ليحصل له علم اليقين ؛ كلا لو تعلمون علم اليقين؛ فيثبت العلم في القلب ليشكل حق اليقين؛ إن هذا لهو حق اليقين؛ فتحققوا من الحق في يقينهم وعاينوه ببصيرتهم وكأنهم يرونه فكان عين اليقين؛ ثم لترونها عين اليقين؛ وأما من يرى حقيقة حق اليقين فهم حرم الله وهو مقام من فني في صفات الله سبحانه..
قال الإمام ع: منهومان لا يشبعان ” طالب علم وطالب مال..
والعلم والحلم عند الإمام ع:
الحلم: هو الأناة؛ والعقل ؛ وكذلك التثبت في الأمور ؛ فجعل الركن الأساس في الأناة والعقل ؛ وفي اليقين مرتكزا على قاعدة العلم المدعمة بالإيمان المفضي إلى الإستقرار باليقين بإطار شفاف متين بالحزم واللين…
الأناة: حركة عقلية إرادية نفسية ؛ وهي عنوان العقل والإتزان ؛ وإذا بنيت على جهة المعرفة وكانت إحدى مكوناتها كان العلم مرشدها لقرارها بالثبات على أمرها عن علم ويقين بصحة إتجاهها ؛ ولهذا جعل الإمام الحلم يحيط بالعلم ليس إحاطة الكل بالجزء لكن إحاطة الضوابط بالبناء ؛ فمن فقد الحلم اي الإتزان ولم يفهم الإختلاف مع الآخر كان قراره غير سليم فليس له نفع على أي علم استحوذ فربطهما برباط العلم ؛ والعلم مصدره العقل لتحقيق الغاية..
د. غسان صالح عبدالله

أضف تعليق

Hey!

I’m Bedrock. Discover the ultimate Minetest resource – your go-to guide for expert tutorials, stunning mods, and exclusive stories. Elevate your game with insider knowledge and tips from seasoned Minetest enthusiasts.

Join the club

Stay updated with our latest tips and other news by joining our newsletter.

التصنيفات

الوسوم

روابط

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ