الشهداء//بقلم المبدع احمد المقراني

ونعود لقدسنا السليب ومصابيح الشهادة
الكرامة تصارع الذل والمسكنة وسلاحها الشهداء.
أرى الشهيد على الأكتاف محمول°°°يُزفُّ حرًّا لحور العيـــن مرسـول
تهفو الأيادي لرفعٍ للعظيم كمــــــا°°°إيقونـة العـــزّ بالتكــريم مجــبـول
أما العميل فقــــد أُعــــــدَّ كرسيه °°°فصاربين الورى بالخبث مغلـــول
يدعى إلى العمل رغـــــــم إرادته°°°لمأرب الدَّاعي تحت الجبر مذلــول
مفاسد الطبع يأتيها بلا خجـــــــل°°°وكـــل فعل في شرع العبد مقبــــول
تدعى الجماهير للتأييد صاغـــرة°°°وصاحب الرفض بالإرهاب مشمول
هذا المليك وجوق من بطـــانتــه °°°وذا أمير وسيـــــف الظلم مســـلـول
أما الرئيس فحدث ـ هومغتصب ـ °°°وبالُــــه بــــوليِّ الأمــــر مشــغول
هي الدمى بخيوط الغرب تلبيــــــة°°°أي الأوامـــر معـــقول ومــخــبول
جيوشنا سوطُ ضُـــرٍّ فـــــوق أمتنا°°° و للتنــــسيق مع العــــــدو تطبيل
القدس بيعــــــت وفيها عــــزّ أمتنا°°°أين الشهـــــامة بات العــز مجهول
وهذه المومس في الساح عاريــــة°°°غاضت به الجمع ـ إن الفعل تهويل ـ
القدس نـــاءت والأبصار شاخصة°°° ترى يقينـــا بــان الحـــــق مقتــول
تاهت كــــرامتنا وهي رمز عزتنا°°° قلبي على إثــــرها بالـــهمِّ مكبــول
أخشى عليها وفي صحـراء تيهتها°°°وهي الـــعزيزة أن يغتــالها الغـــول
يا إخوة حلفـــــــة بالله أســـــألكم °°°أهو التـــــــجني وإلا هـــو ذا القيـــل
°°°°°°°°°°°°°°°°
قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ذي اللب الحصيف المجرب، وعلى صروف الدهر مدرب:(احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع).عمل الأعداء منذ انحدار أمة الإسلام بفعل مؤامراتهم هم والعقول والأنفس الرخوة من أبناء أمتنا، هؤلاء اللئام ومن تبعهم اتخموا بعد أن أثخنوا في أوطاننا. شبعوا من إذلال شعوبنا هم وأتباعهم ،شبعوا من نهب خيرات بلادنا هم وأتباعهم، شبعوا من التلاعب بمصائرنا هم وأتباعهم، فمن قطع ظهر أمة الإسلام بإطاحة الخلافة، إلى سايكس وبيكو الذين اجتمعا لقسمة الإرث، وإقامة الحواجز وقطع التواصل، وتهديم القيم وتثبيط الهمم،تلاها وعد بلفور القاضي بدق إسفين مسموم في قلب الأمة، وقد جند في عملية الغرز جوقا من العملاء من أهل البلد، حيث وعدهم بالإشباع فارتدوا ثوب اللؤم وانخرطوا في التنفيذ،بعض الذين أظهروا شيئا من التمنع الشيء الذي أوجب الترويض، فكانت اعتداءات 1956،ولما روض أغلب القادة وبقت الشعوب وبعض القطاعات من الجيوش الحية كانت الحرب الخاطفة 1967 من أجل التيئيس وإقناع الشعوب بأنهم أمام قوة لا تقهر،هذه القطاعات لم تعترف وأعادت الكرة 1973 ونجحت بادئ الأمر في البرهنة بأن قوة العدو يمكن أن تقهر،لكن الأيادي الخفية للعملاء أجهضت الكثير من حظوظ الإنجاز.كل هذا من أجل إقناع أصحاب الحق باليسير خير من لاشيء،وكانت المحادثات السرية في أوسلو محادثات المساومة1991 وتم الجهر بها عند التوقيع على بنودها في واشنطن13-9-1993.ولما عبرت الشعوب من خلال انتفاضات متفرقة قوبلت تلك بمذابح فضيعة آخرها في غزة الرصاص المصبوب2008-2009 ،عامود السحاب 2012،الجرف الصامد جويلية 2014والغرض من كل ذلك الترويض،كل ذلك تم أمام بصر وسمع الجميع ولم يحرك أحد ساكتا. جاعت شعوبنا بشح الحرية والكرامة والعزة ولقمة العيش وتهافتت عليها أيادي وأرجل الغرباء والعملاء تتلاعب بها. لكن لنا كل الثقة بأن الشعوب لا زالت في داخلها جذوة من الكرامة والعزة والشهامة والإباء ،وهي صفات كفيلة بأن تبعث تحذيرا للأعداء والعملاء على حد سواء، والبرهان أن من شعوبنا وبعض جيوشنا من أطاح بالقوة العظمى ومرغ أنفها في التراب.
أبناؤنا وفلذات أكبادنا في غزة والأراضي المحتلة بعثوا فينا الأمل اليقين.
طبقوا مقولة الحاجة أم الاختراع لما رأوا التخاذل والاستكانة ممن كانوا يعتبرونهم الظهير والنصير، عولوا على أنفسهم ومضاء عزيمتهم صنعوا سلاحهم بأيديهم من قنوات المياه التي مدها الأعداء للتزود بالماء، غاصوا في أعماق البحر ليستخرجوا بقايا السفن البريطانية التي غرقت في الحرب العالمية الأولى ليستفيدوا من حديدها ونحاسها ورصاصها وبارودها من أجل صنع سلاحهم وعتادهم،صواريخ المقاومة اليوم تلعلع في السماء ولعلها توقظ ضمائر الخونة المتعاونين مع الأعداء والمشجعين لهم.أنتم أيها النشء الحر اخترتم سبيل العزة والكرامة والسعي في سبيلهما ومن سار على الدرب الصحيح وصل.
ونحن ننتظر ذلك بفارغ الصبر في باقي أوطأننا ،وما ضاع حق وراءه طالبه ذلك المُجدّ ذو العزم والهمة.ورغم التضحيات الجسام وآلاف الشهداء والمعطوبين فإن المؤمنين بقضايا أمتنا متيقنون بان التضحيات ودماء الشهداء لن تذهب هدرا فهي الغيث الذي يسقي شجرة الحرية التي ستنمو وتترعرع بذلك.نصر الله جنده ورحم الشهداء الذين سقطوا في سبيل إعلاء كلمته وأسكنهم فسيح جناته آمين
أحمد المقراني.

اكتب تعليقًا