الشرك بالله //بقلم المبدع د. غسان صالح عبد الله

رمضانيات:
بسم الله الرحمن الرحيم
الشرك بالله:
وفق تعريف أهل اللغة ؛ وأشرك بالله جعل له شريكا في ملكه ..
قال لقمان لابنه: بابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ؛ والشرك أن يجعل لله شريكا في ربوبيته .. تعالى الله عن الشركاء والأنداد..وإنما دخلت التاء في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِل به غيره فتجعله شريكا له ؛ ومن عدل به شيئا من خلقه فهو كافر مشرك ؛ لأن الله وحده لا شريك له ولا نديد له وقال ابو العباس في قوله تعالى؛ والذين هم مشركون معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعته للشيطان؛ وليس المعنى أنهم آمنوا بالله واشركوا بالشيطان..ولكن عبدوا الله وعبدوا مع الشيطان فصاروا بذلك مشركين ليس إنهم أشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده.
وفي الحديث: الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل: قال ابن الأثير يريد به الرياء في العمل فكأنه اشرك في عمله غير الله ومنه قوله تعالى” ولا يشرك بعبادة ربه أحدا”.
وفي الحديث من حلف بغير الله فقد أشرك حيث جعل مالا يحلف به محلوفا به كأسم الله الذي به يكون القسم..
وفي الحديث.. الطّيرة في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر؛ وليس الكفر بالله لأن لو كان كفرا لما ذهب بالتوكل..
وفي حديث تلبية الجاهلية: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ؛ يعنون بالشريك الصنم يديرون أن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده والنذور التي كانوا يتقربون بها إليه كلها ملك الله عز وجل فذلك معنى قوله تملكه وما ملك..
قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان ؛ انظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم
عند الصنم هو لك؛ ولا قولهم تملكه وما ملك من تسميتم الصنم شريكا..بل حبط عملهم بهذه التسمية ؛ ولم يصح لهم التوحيد مع الاستثناء ولا نفعتهم معذرتهم بقوله” إلا ليقربونا إلى الله زلفا..هذا من حيث اللغة.”” لسان العرب “
ولكن ماذا يقول أهل العرفان بالشرك؟؟
الشرك شر كان شرك طاعة وشرك عبادة أي شرك محمود وشرك مذموم..
الشرك المحمود له وجهان:
وجه مطلوب ووجه يدب فينا عن غفلة لا يتلمسه إلا ذو حظ عظيم فيعرفه فيمتنع عنه..
الوجه المطلوب من الشرك..من وجه أول: هو أن تشرك طاعة الرسول وولي الأمر مع طاعة الله..فما النفع بأن نقول نطيع الله ونخالف الرسول..لقد قرن الله سبحانه طاعته بطاعة الرسول في كثير من الآيات..{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأول الأمر منكم..فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول..النساء ٥٩}.
ومن وجه آخر : هو أن نشرك مع الله” الذات” أسمائه وصفاته في توحيده؛ وحينما نتوجه إليه بالدعاء والعبادة أيضا..ألا نقول” الله لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوسل بالعفو والغفور والرحيم والعزيز ولولاها لما صح توحيد ولا عبادة فهذا هو الشرك المحمود..
الجزء ٢ عن الشرك غدا إنشاء الله
رمضان كريم
د. غسان صالح عبدالله

أضف تعليق

Hey!

I’m Bedrock. Discover the ultimate Minetest resource – your go-to guide for expert tutorials, stunning mods, and exclusive stories. Elevate your game with insider knowledge and tips from seasoned Minetest enthusiasts.

Join the club

Stay updated with our latest tips and other news by joining our newsletter.

التصنيفات

الوسوم

روابط

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ