رمضانيات
الجزء الثالث:( الشرك)
قال ابي عبدالله الصادق ع:
وله الأسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره وهي التي وضعها في الكتاب فقال تعالى” فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه جهلا بغير علم ” فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ويكفر به وهو يظن أنه يحسن فلذلك قال” وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركو ..يوسف ١٠٦”.
أيها السالك : إن ما توقفون به من قيام المعجزات على يد الأنبياء أو صور الأنبياء أو الأوصياء فإن اشركنا صور محمد او عيسى او موسى أو الأوصياء ونسبنا لها القدرة ولم نعتبرها مواقع الصفات فلقد اشركنا مع الله الصورة التي خرجت القدرة عليها ومنها.. علما أن الصورة التي أخرجت القدرة هي صفة من صفات القدرة فلقد قال الإمام الصادق ع: الصورة صفة من الصفات ..
وقوله ع: من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة ؛ ومن بلغ قرار المعرفة يفرق بين المظهر والحقيقة ودائما يتوجه إلى الحقائق من باب المظاهر..
وأما شرك العبادة: شرك مذموم جملة وتفصيلا فما من عاقل يتجه إلى غير الله بالعبادة حتى أصحاب الأصنام فهم يتوسلون الله بتلك الأصنام التي صنعوها بأيديهم وهنا بلغ الجهل الحد.
واقول اخيرا:
أن نشرك مع الله” كذات” أسمائه وصفاته فهو شرك مطلوب وليس محمود فقط فبغيره لا تصح العبادة وبأسمائهم وصفاتهم نتوسل إلى الله..
كل الصفات فهي لله ذات ولنا استعارة حتى تلك الصفات التي وصفناها مخلوقة لا خالقة فهي آيات الله وتدل عليه فإن وصفناه بقدرته وعلمه وقيوميته على تلك الآيات فنحن لا نصف الله ولا كنه الذات ؛ بل نصف آيات الله الاي تلمسناها في وجودنا الأرضي ؛ اي اوقعنا الوصف على آثار فعل الله ؛ ولم نوقعه على الذات الإلهية والحال هذه نكون قد وصفنا ذات الله بأفعالها لا بشكل ولا برسم ولا بحد
وأطلقنا على تلك الآثار اسماء سميناها صفات الله مجازا بل هي صفات أفعال الله حقيقة ؛ فسميناه الخالق لأنه خلق..والرازق لأنه رزقنا؛ وغير ذلك من صفات تجري نفس المجرى والحال هذه خرجنا من دائرة الشرك بالله إلى دائرة الطاعة والتوحيد لله وحافظنا على ما قلنا” الذات عرية عن الاسماء والصفات”
رمضان كريم
د.غسان صالح عبدالله
أكاديمية النجاح للتدريب والتنمية 
أضف تعليق