تعالي نجبر خاطرينا//بقلم المبدع محمد عبدالقادر زعرورة

… الشاعر الأديب …
……. محمد أحمد عبد القادر زعرورة

…………… تَعَالَيْ نَجْبُرُ خَاطِرَيْنَا ……………

أيَّتُها الفَتاةُ الَّتي كُنْتِ تَهْويني وأَهْواكِ ، كانتْ تِلْكَ أَيَّامُ الطُّفُولةِ والصِّبا ، أيَّامَ كنَّا نَجْري خَلفَ فَراشاتِ الحُقولِ ونَحلُ الشَّهْدِ يَقْرُصُني ، فَأَبْكِي وَتَجْري خَلْفي تَبْغيْنَ تُداويْني ، وصَارَتْ عادَةٌ فيكِ أَيْنَما أَجْري جَريْتِ خَلْفي ، وكَم كانَ جَريُكِ خَلْفي يُسعدُكِ ويُسعدُني . وصارَ الوُدُّ بَيْني وبَيْنِكِ ميْثاقَاً مِنَ الحُبِّ ، مِنَ العِشْقِ ، مِنَ الشَّوْقِ ، مِنَ القُبَلِ الشَّبيهةِ بِتَقبيلِ الفَراشاتِ لِأَزْهارِ البَساتيْنِ . كَبِرْنا والهوىَ يَكبُرُ في صَدْرَينا يُسْعِدُنا ، فتَحْسِدُنا البُنيَّاتُ عَلىَ حُبٍّ نَما فينا ، في قَلْبِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا ، تَبادَلْنا القُلوبَ فأَصْبَحَ قَلْبي يَنْبِضَ في صَدْرِكِ وصَارْ قلبُكِ يَنْبِضُ في صَدْري ، فَما عُدْنا نُفَرِّقُ بينَ قَلبَيْنا ، وَلا عَادَ العَواذِلُ قادِرونَ على التَّفْريقِ بينَهُما مَهْما حَاوَلوا التَّفْريْقَ غَيْرةَ أَوْ حَسَدَاً .وَدارَتْ الأيَّامُ فيْنا ، ظَلَمَتْنا فَرَّقَتنا لاِعتِباراتٍ قَهَرتْ في صَدْري قلبَكِ ، وأَغضَبَتْ في صَدْركِ قَلْبي ، وافتَرَقنا رُغمَ عَنَّا ، وهيَ مَأْسَاةُ هَوَانا غَيْرَ أنَّا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا قَلْبٌ لحِبِّهِ لايُفارقُهُ مَهْما اِبْتَعَدْنا ، يُرسِلُ لِلآخَرَ إَشارَاتِ الغَرامِ والهِيامِ . ومَرَّتْ سُنونُ العُمرِ تَجْري وانْطَلَقَتْ عَواصِفُ الزَّمَنِ الهَوْجاءِ عَبرَ المُحيطاتِ الَّتي أَبعَدَتْ جَسَدَيْنا فَانقطَعَ الإِرسالُ بينَهُما فَكَانَتْ صَاعِقَةُ الزَّمانِ لِقَلْبَيْنا ، قَلْبُكِ في صَدْري وقَلْبي في صَدْرِكِ ، كِلاهُما يَئِنُّ تحتَ وَطْأةِ أَلَمِ الفُراقِ .والتَقَيْنا صُدْفَةً لمْ أَكُنْ أَتَوَقَّعُها وأَنْتِ كَذلِكِ فَغَيَّبَتْنا المُفاجَئَةُ عنِ السَّلامِ عنِ الكَلامِ وأَحْدَقَتْ أَعْيُنُنا صامِتَةً دونَ كلامٍ وهيَ تَرَى ، وسَكَتَ اللِّسانُ عن الكلامِ لِهَوْلِ المُفاجَئَةِ . وقَفْتِ أمامي تَنظُرينَ إِليَّ وجَلَسْتُ قُرْبَكِ ، حيثُ لمْ تَعُدْ قَدَمايَ تَحْمِلُني حينَ رأيْتُكِ ، وقد ذَبُلَ الوَرْدُ فِينا ، فَبَكَيْتِ وبَكَيْتِ ثُمَّ اِنْصَرَفْتِ دونَ كَلِمَةٍ أَو وَدَاعٍ ، ولمْ أَعُدْ أَراكِ أَعْواماً وأَنْتِ قريْبَةٌ مِنِّي ، وأَخِيراً بَعدَ أَنْ أَجْهَدني الفِكْرُ فِيْكِ عَثَرْتُ عَلَيْكِ ، كَلَّمْتُكِ لَمْ تُجِيبيني ، أَرْسَلْتُ رِسَالَتي إِلَيْكِ لمْ تُجِيبيني ، ولمْ تَحْجُبيني عَنْكِ ، فَحَيَّرَني أَمْرُكِ . فَعَدَمُ حَجْبُكِ لي يَدِلُّ على أَنَّكِ ما زِلْتِ تُحِبِّيني ، وعَدَمُ الجَوابِ أَشْعَلَ في قَلبي لَهيبَ تِلْكَ الذِّكْرَياتِ الجَميلَةِ ، أَجِيبيني واَجْبُري خَاطِري وخَاطِرَكِ بِحَديثِكِ مَعي ، وامْسَحي الدَّمْعاتِ مِن عَيْنَيْكِ فَما زِلْتُ أُحِبُّكِ وَما زِلْتِ تُحِبِّيني ، تَعالَي نَجْبُرُ خاطِرَ قَلْبَيْنا ونَلْتَقي كَصَديقَيْنِ نَعيشُ أَجْواءَ الهَوىَ العُذْريِّ فيما بَيْنَنا بِعَفافٍ وَنُبْلٍ وَاِرْتِقاءٍ فَالحُبُّ لا يَذْوي عَبْرَ السِّنينِ وإِنْ ذَوَتْ وذَبُلَتْ أَوْرَادُ أَجْسادِنا فَالحُبُّ يَبْقَى في الفُؤَادِ ما دَامَ الفُؤَادُ يَنْبِضُ بِالحَياةِ ، أَلَا تَعْلَمينَ يا حَبيبتي أَنَّ المَرْءَ كُلَّمَا تَقَدَّمَتْ السُّنُونُ بِهِ يَعودُ بِهِ شَريطُ الذِّكرَياتِ إِلىَ سِنِّ الطُّفُولَةِ والصِّبَا والشَّبابِ ، ويَنْشَطُ مُطْلِقَاً العَنانَ لِخَيالِهِ لِصُوَرِ تِلْكَ المَرْحَلَةِ الَّتي يَشْتاقُها بِكُلِّ جَوارِحِهِ …
أَلَمْ يَقُلْ الشَّاعرُ يا حَبيبتي :
قَلِّبْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الهَوَىَ
مَا الحُبُّ لَوْ تَدْريْنَ إِلاَّ لِلْحَبيْبِ الأَوَّلِ
أَلَمْ يَقُلْ الشَّاعِرُ :
أَلَا لَيْتَ الشَّبَابُ يَعُودُ يَوْماً
أُذَكِّرُهُ بِما فَعَلَ المَشيْبُ
فَتَعالَيْ نَجْبُرُ خَاطِرَيْنا وَنَلْتَقي كَصَديْقَيْنِ حَميْمَيْنَ مَادَامَ قَلْبي في صَدْرِكِ وَقَلْبُكِ في صَدْرِي ،
فَجَبْرُ الخَواطِرِ مِنْ شِيْمِ الكِرَامِ ….

…………………………
كُتِبَتْ في / ١٨ / ٤ / ٢٠٢٢

… الشاعر الأديب …
……. محمد عبد القادر زعرورة …

أضف تعليق

Hey!

I’m Bedrock. Discover the ultimate Minetest resource – your go-to guide for expert tutorials, stunning mods, and exclusive stories. Elevate your game with insider knowledge and tips from seasoned Minetest enthusiasts.

Join the club

Stay updated with our latest tips and other news by joining our newsletter.

التصنيفات

الوسوم

روابط

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ