واعجب من طباع الناس حولي
فطبعهم التملق والخداع_
ويأكل بعضهم بعضا” جهارا
كأن الناس قد امست ضباع
فمنهم من إذا أودعت سرا
يعود السر مخترقا سماعي
ومنهم من يراك بخير حال
فتسود الوجوه بغير داع
وإن يوما زرعت لهم جميلا
تري النكران مسعي كل ساع
وإن وجدوك خالي البال فاحذر
فمكر الناس يوردك الضياع
وبعض الناس كالانعام يسعي
بلا عقل فيشقي كل راع
وبعض الناس في دنيانا تحيا
لتخترق الرؤس كما الصداع
فسؤ الطبع لا يعدله شئ
وإن حاصرته بين القلاع
تري في الوجه مدحا حيث تمضي
وخلف الظهر ذما للنخاع
فلا تأمن لقوم ذات يوم
كمن أمن السفين بلا شراع
عيوب الناس ليس لها شفاء
كداء السم في فم الافاعي
وخير الناس ان صادقت يوما
تجده العون من دون انتفاع
وان امنته بالسر دوما
سيبقي السر مدفونا بقاع



أضف تعليق